فن المرافعة

فن المرافعة

لما كانت المحاماة أشرف وأنبل رسالة، ولما كان المحامي هو حامي الضعفاء واليتامى والأرامل وهو الذي يدافع عن الحق ويسترجع حقوق المظلومين فوجب لسبيل ذلك أن يكون شجاعًا صادقًا فصيحًا بليغًا في ساحة القضاء بقوة البيان وثبات الجنان وقرع الحجة بالحجة. والمرافعة في ساحة القضاء هي معركة أشبه ما تكون بمباراة يسودها الروح الرياضية والصدق والأمانة وسائر صفات القرآن الحميدة لمن أراد العلو في الدنيا والآخرة، والمحامي يبذل فيها جل جهده الذهني والعقلي لإظهار الحقيقة أمام أعين القاضي، والمرافعة لا تبلغ النتائج المرجوة إلا إذا أحسن المترافع استخدام اللغة وهو ما يتطلب الإلمام بفن المرافعة.

أولًا :  مبادئ المرافعة

ثانيًا : تاريخ المرافعة

ثالثًا : أساليب المرافعة

وسوف نتناول في مقالنا مبادئ المرافعة ، وتاريخ المرافعة، وأساليب المرافعة وذلك على النحو التالي :

أولًا :  مبادئ في فن المرافعة

وهي عبارة عن أربعة مبادئ سنتناولها بالشرح كما سيلي :

البلاغة

البلاغة ضرورية لإظهار الحق وذلك بأن يكون المترافع رابط الجأش متخير للفظ ، فالبلاغة هي إيصال ما في القلب إلى القلب، وهي صفة لازمة لمن جعل الدفاع عن حقوق الناس مهنته فالمحامي يجب أن يكون بالغ الأثر بلسانه متلاعبًا بالقلوب والعقول.

ولكن يجب ألا يبغي المحامي من مرافعته قلب الحقائق بزخرف القول، بل يكون هدفه الوحيد ونيته الوحيدة هو بيان الحق، فيرافق المحامي في كل دعوى مزيج من تنوع من المعادن فيوجد الذهب وهو الحق يشوبه معادن أخرى تشوش ظهوره وتضعف لمعانه وبريقه، فيجب على المحامي أن يستخرج ويستخلص ذلك المعدن النفيس وهو الحق من بين تلك الشوائب بما يمتلكه من فصاحة لسان وحسن بيان.

الجرأة

المرافعة تتطلب الجرأة، والجرأة لا تعني الغرور أو الكبرياء، بل هي الجرأة المقرونة بالتواضع، وتعني أن يكون المحامي على استعداد للمواجهة الشفوية والمخاطرة في سبيل إظهار الحق وذلك دون الإضرار اللفظي بالنفس أو بالآخرين ولا تعني الاعتداء على حقوق الغير أو أخذ ما ليس حقًا للجريء في سلوكه، وهي تعتبر بيانًا عن الشخصية القوية وعن طاقة الإقدام داخل الفرد.

الاحترام

فعلى المحامي المترافع أن يتخذ من سلوكه ومظهرة ما يدل على احترامه لهيئة المحكمة، وألا ينتقص من احترام هيئة المحكمة أو الزميل المحامي الخصم أثناء المرافعة بالقول أو بالتلميح أو بالإشارة، وأن يكون وافر التهذيب في كلامه ووقفته وحركاته، وأن يتجنب الكلمات المبتذلة والنابية مما يضفي على المحامي مظهر الوقار والاحترام ويجعله مهاب الجانب.

العاطفة

فالمحامي الجيد هو من يمتلك مؤثرات الذكاء العاطفي عند إلقائه مرافعته فهو يستشعر ما يقول وينقل ذلك الشعور إلى سامعيه فيؤثر فيهم وذلك لأن ما يصدر من القلب ينفذ إلى القلب.

ثانيًا : تاريخ المرافعة

فن الخطابة قديمًا بما يرادف فن المرافعة الآن معروف منذ قديم الأزل فنجدها محفوظة في الخط الهيروغليفية المصري القديم، وكذلك الخط المسماري الأشوري.

وازدهرت المرافعة في الحضارة اليونانية على إثر انتشار التعليم وازدهار الثقافة وكثرة النزاعات والتقاضي أمام المحاكم الشعبية ، ومن ثم جنح الناس إلى تعلمها والتدرب والتمرن على فنون الإلقاء، وكذلك بدأ العلماء في استنباط قواعد المرافعة وقوانينها، وكان السفسطائيون أول من استنبطوا تلك القواعد ثم جاء من بعدهم أرسطو الذي أسس فن المرافعة على الجدل وأقامه على الدليل وأوجب أن يتم مخاطبة الجمهور بما يناسب حالته ونفسيته، مما أدى لامتزاج الفلسفة بالخطابة أو المرافعة .

ثم بعد ذلك انتشرت الخطابة القضائية فكان يتم عرض الدعاوى أمام المحاكم والرد عليها في ميادين مبارزة كلامية، ثم لما سادت الحضارة الرومانية اتبع الرومان أثر أساتذتهم اليونانيين وساروا على نهجهم.

أما عن العرب فكانوا في المراتب الأولى من حسن البيان فقد جاء في الأثر أن الحكمة نزلت على ألسنة العرب، وكانت الخطابة مزدهرة عند العرب في العصر الجاهلي، ثم جاء الإسلام وأجاز الوكالة في مطالبة الحقوق، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلى ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع فمن كنت قطعت له من حق أخيه شيئًا، فإنما أقطع له قطعة من النار”، وفي هذا الحديث دلالة واضحة على وجود الخطبة القضائية في العصر الإسلامي الأول، وهناك أدلة أخرى كثيرة من القرآن والسنة والإجماع والمعقول.

ثالثًا : أساليب المرافعة

أسلوب المرافعة هو فن تختلط فيه الأدلة التي تكفل الإقناع بالإثارة التي تحقق استمالة القاضي، وبالتالي تختلف وتتنوع أساليب المرافعة بحسب ما يفرضه المقام، وسوف نتناول بعض تلك الأساليب كما سيلي :

أسلوب التعجب

وهو أسلوب كثيرًا من يلجأ إليه المترافع أمام القضاء بهدف تقريب وجهة نظره أو بيانها، أو دعم فكرته موضحًا وجود تناقض في شيء ما وجب على القاضي الانتباه إليه، وذلك مثل أن يقول المحامي : ” كيف يمكن أن يكون موكلي قد ارتكب الجريمة وهو كان متواجدًا في مكان آخر وقت ارتكابها بحسب شهادة أكثر من شاهد!  “.

أسلوب الاستفهام

يلجأ المحامي إليه عندما يهدف لتشويق القاضي لتشويق القاضي وذلك مثل أن يضع مجموعة من الأسئلة يجيب عليها عند نهاية كل سؤال، وذلك أن السؤال يثير عند القاضي حب الاستطلاع لمعرفة الجواب، ومن ثم يحسن استماعه وتيقظه وانتباهه ومن ثم تثبت الإجابة في ذهن القاضي، ولكن الإسراف في استخدام هذا الأسلوب قد يؤدي لنتائج عكسية ومن ثم وجب على المحامي أن يوازن في أسلوبه ويتخير ألفاظه.

والجدير بالإشارة أن أسلوب الاستفهام سواء كان مجازيًا أو حقيقيًا فهو يُعد الأسلوب الأكثر استعمالًا في المرافعات القضائية، فنادرًا ما تخلو مرافعة من هذا الأسلوب.

أسلوب السخرية

وهو أسلوب يُستخدم في حالة وجود تناقض كبير أو أدلة غير واقعية أو كيدية فيلجأ المحامي المترافع لقول أشياء يقصد منها أشياء أخرى وذلك بقصد السخرية من أدلة الخصم والتناقض الواضح الصريح فيها فهذه الطريقة يفضل استخدامها في حدود ضيقة وعندما يكون هناك فجورًا في الخصومة وظلمًا بينًا لا لبس فيه يستدعي استخدام مثل هذا الأسلوب.

مع الانتباه الى انه لا يجوز للمحامي ان يظهر منه أي استهتار أو استهزاء وحتى استهجان أو استحسان أمام المحكمة وان ذلك يشكل في القانون جرم خرق حرمة المحكمة ، ولكن تم استعراض الأسلوب للغاية العلمية لا أكثر.

أسلوب التكرار

أسلوب التكرار هو أسلوب غير مفضل في المرافعات القضائية إذ أنه يؤدي إلى الممل والسأم، ولكن يُمكن أن يلجأ إليه البعض بغرض ترسيخ فكرة معينة عند القاضي وحتى يجذب انتباهه.

أسلوب الاستعارة والتشبيه

أ

حيانًا قد تسهم الاستعارة والتشبيه والكناية في توضيح فكرة ما وإبرازها، فإتقان التعبير عن المعنى بأساليب مختلفة وسيلة فعالة من وسائل التعبير ينبغي على المترافع اتباعها حتى يحظى بإصغاء مستمعيه.

عقد عمل مدير في مطعم وفق الأنظمة السعودية

عقد شراكة في مطعم وفق النظام السعودي

نموذج عقد شراكة لفتح مطعم

 

كتابة الاتفاق المالي وفق الأنظمة السعودية

فن المرافعة

أضف تعليق